من رسائلي لخالد سالم محمد 2

[Administrator]

من رسائلي لخالد سالم محمد 2
ليتني أصبح في غرفتك نورا ، أو مشعلا صغيرا ... لتحرك افكارك ، لتعيش كما كنت
لقد أعتدت أن أكتب اليك ... وهذه أجمل عاداتي التي لا أستطيع الأقلاع عنها لحسن الحظ
لأنني اجد فيك الملجأ الذي يستحيل الى سلام جميل ترتاح فيه النفس ... أكتب اليوم اليك هذه الكلمات بعد ان كنت منذ لحظات قليله في السوق .... وشاهدتها ... جميله بالطبع ، لأن الجمال هو الذي أمرني امرا أن أشاهدها ـــ شدني فيها شيء واحد بغض النظر عن جمال شعرها الاخاذ بسواده الحالك وأسترساله على الكتفين بدلال جميل ... شدني انفــــــــــــها
لأنه يحمل شيئا من أنف غادتي وقاتلتي الهاجره ... آه .... آه لحظه واحده ..جعلتني أشم منظر أنفها الجميل المميز والذي يصبح أحلى عندما تضحك ... رجعت ستا من السنين في ست ثواني فقط .... وعرفت أن الكومبيوتر لايستطيع مجاراة سرعة تفكير الأنسان.
أنا الأن في جو يختلف عن عام 1979 أنا الان في عام 1973م ... أجلس خلف مقود سيارتي البيضاء الصغيرة ... وهي تتهادى في شارع الخليج وكنا نتناول ( الايس كريم) الاحمر .. صدقني أحس الان بطعمه وبرودته وانا اكتب اليك الأن ، أحس بلذته ونكهته تضج في فمي وأنا أشعل السيجاره الثالثه ... وفجأه ....؟
سقطت قطعة من (الأيس كريم) .. على يدي الاخرى وثوبي الابيض ...وبلمح البصر سابقت أناملها الرقيقه .. التي عند ملامستها توحي لك بالسيطرة على كل هذا العالم المجنون .
سابقت أناملها سرعة الضوء ... لتلتقط ورقه سعيدة الحظ من علبة الكلينكس لتمسح موقع سقوط الايس كريم شعرت بهذه اللحظه ، بفرحة عشرين الف متفرج وصياحهم عند ولوج الكرة في المرمى لتعلن الهدف القاتل الذي انهى المبارة لصالح حبنا الذي لا أصدق حجمه كلما تأملته على شاشة مخيلتي .
رفعت يدها الصغيره ... وشعرت انها خلقت من زبد ساخن محتفظ بشكله ، وقبلتها كما هو شعور اللاعبين وكل الجمهور لصاحب الهدف القاتل .
لن أنسى هذه اللحظه الجميله ــ قلتها بيني وبين نفسي ، ويالجمال ضحكتها الخجول وهي تخبىء عينيها الواسعتين بكل غنج وكان أنفها الجميل كنصل السيف .. يأخذ بالانكسار عارضا جماله ، لأنه يعلم بأن الضحكه تجعله أجمل
ست ثواني ياصديقي ... نزعت أربطة جراحي الخامده من ست سنين ... سامح الله أنف من رأيت اليوم ، وجعل غادتي الجميله الهاجره سعيده في دنياها وتقبل تحيات من عاد للتو من عام 1973م




الرياض 1979