لقاء غـــــــريــب

[Administrator]

والتقينا ... لقاء لم تكن الصدفة لها دور البطولة فيه ، لأنه كان لقاء متفق عليه !!
وكم تفاجئنا بوجود غبار غريب لم نألفه يكاد يحجب رؤية بعضنا لبعض ... كان لقاء رسميا ، لايتفق أبدا مع مكانة أيا منا عند الأخر ... كان الصمت بجدرانه السميكة يضغط على صدورنا حتى وان تكلمنا لأن كل مانقوله ، هو مجرد كلام رسمي لا يتبادله إلآ الغرباء... جدران كثيرة تفصلنا وسدود كثيرة تمنع كل المشاعر أن تنهمر ... رغم سعادتنا الغير معلنة بقربنا من بعض ... إلا أننا أصبحنا متفقين أن يكون لقائنا رسميا ... أنظر أليها وأنا متأكد أنها تفعل نفس الشيء ... أنظر إليها ... متأملا ذاك الوجه المبتسم دائما ... والى تلك العيون الواسعة التي تجلب الدوار لمن ينظر إليها ... تسير معي وقربي وبودي أن أشبك يدي بيدها ... يالها من يد صغيرة ناعمة جدا وياملمسها الرائع ... كم يلذ لي أن اقبل باطن تلك اليد التي لا تخلو أبدا من ذاك العطر الرائع ... أنها قربي ومعي ولكن لا أستطيع أن أمد يدي نحوها ... نسير سويا ... وتختبئ كل الكلمات التي بودها إن تقال ، وعندما جلسنا نحتسي الشاي والقهوة ... لم يجرأ أيا منا أن يفتح حوار يدور برأس كل منا ... لم هذه الجدران ونحن نتلهف لرؤية بعضنا البعض ... لم ظل الشوق سجينا وغير مسموح لأي كلمة تحمل شيئا من الشوق بالظهور حتى في نظرة من نظراتنا ... مع أنه شوق جارف وساخن وقديم وحارق .
لهذه الدرجة خرست بيننا العواطف ، من أخرسها ، ونحن بأمس الحاجة لقربنا من بعض ، نحن مازلنا نشعر أكثر فأكثر بالحاجة ... تاريخ طويل يجمعنا ،طويل جدا لم يكن ليحصل لغيرنا ... ومشاعر غرقنا في بحارها سويا ، غرقنا ... غرقنا ... غرقنا .
وعندما حانت ساعة نهاية اللقاء ... كانت البرودة ... كنا نتظاهر بالبرودة عكس مابداخلنا من نيران وأبتعد كل منا عن الأخر ... وبقى كل منا مع نفسه يحادثها ... لماذا لم اقل هذه الكلمة ... لما لم أسأل هذا السؤال ... لماذا كل هذا يحدث بيننا ونحن في أمس الحاجة لكلمة حلوه لنظرة حلوه للمسه حلوه
كيف أستطاعت عزة النفس أن تقف بيننا ؟!!! .