|
#1
|
||||
|
||||
صورة عن قرب
يلتهمني الفراغ... ويملأ أذناي محيط من الصمت الأسود الذي يشعرني أكثر بالغربة المرة … وبالعزلة التامة ، وكأنني أقبع في زنزانة سجن أنفرادي يسودها الظلام. خسرت عيناي منذ زمن لم أعد اذكره ...فلا أجد أي متعة للنظر . وأزداد ضغط الهم على قفصي الصدري حتى أصبحت أنفاسي بدون جدوى!!! بت أشعر وكأنني ملفوف بكفن الموت ، لأنعدام الحياة من حولي . وتتسرب أيام العمر مني وحولي ، ويمضي الوقت دون أن أشعر بمروره ... وبت لا أنتظر أي جديد في هذا العالم الذي نسى أمري تماما ... تمر المناسبات على الناس كلهم ... الاعياد ، وحفلات الزواج والولائم ... ويمر الصيف والشتاء والربيع ، وتتغير النسمات وحرارتها ويظهر الهلال ويصير بدرا ثم يختفي كما يختفي كل شيء دون أن يشاركني احد في شيء . أنها ليست أحلاما ولا كوابيس ، أنها حقيقتي أنا ... لعلي بتعريتها كبوح يخفف من كثافتها وثقلها ووقعها ... كل شيء ميت من حولي وأن تحرك ، لأن كل الأحاسيس قد تبلدت ، وجفت كما تجف ورقة من شجرة ليسقطها الزمن دون ان يشعر بها أحد .. وتهاوت من غصن الأيام ، إلى أرض الواقع ، حيث لاشيء . ولا ادري ماذا أنتظر ، وماذا ينتظرني ... فلقد أصبحت أشعر كما يشعر الهرم العجوز وهو ينتظر يومه الأخير في الحياة .. فلا يشعرني شروق الشمس بأن هناك ماهو آت في خبايا يوم جديد ، ولا غروبها يعني أن هناك تغيير أت في الأفق .. ومازلت منتظرا.....
__________________
عبدالحميد دخيل الصيوان |
أدوات الموضوع | |
طرق عرض الموضوع | |
|
|