#1
|
||||
|
||||
رساله الى غاده السمان
الى غادة السمان الى أمي العزيزه الى التي علمتني لوحدها ... كيف افكر ! الى الوحيده التي لم تعلمني الطيران كعصفور ، لو كنت عصفورا ، أو السباحة كسمكه لو كنت سمكه الى الوحيده التي لم تعلمني كيف أأكل وأتحدث وامشي وألبس لأن هذه العادات أمور طبيعيه من ضمن الغرائز من السهل جدا أكتسابها كنتي لي الوحيده التي أستطاعت أن تنفرد بعلم جديد يحتاجه كل من حددت هويته بعدد حروفه الثمانيه والعشرين . علمتيني كيف أفكر ، وأجيد طريقة التفكير ، فلقد مر زمن طويل امتد لقرون ـــ فيه منع التفكير كحريه شخصيه خاصه ، حتى ضاعت الشخصيه . فبدأ الغير من حيث انتهينا ـــ ولم نبدأ بعد نحن بعد أن أنتهينا . تعلمت منك أنه بالامكان أكتشاف مساحات جديده وشاسعه ، وعرفت ان الفكر لاتوجد له حدود وليس بمرتبط بجنسيه ولا توجد جريمه في الاستمرار في التفكير ، لأن فكر الانسان لاينتهي ألا أذا أهمل . لقد أحببت أبجديتك الخاصه بك ، وحفظت ملامح حروفك ولهجتك ــ واكاد أشم دخانك المصاحب للسطور فزاد حبي لحروفي الثمانيه والعشرين حتى اصبحت 28 أصبعا في بيانو الفكر ، يستطيع بها عزف الحان أحزانه التي لاتنتهي ــ وافراحه التي لاتبتدي أنا مدين لك بكل شيء ... ولكن أحيانا ألومك وأقول لماذا علمتيني أن أفكر لأنه في لحظات ما ــ نجد أن الجهل قد يصبح نعمة كبرى لا نشعر بها إلا بعد أن نعاني بما نعلمه ، ولكن في نهاية الامر ، وبعد هضم كل صدمه ... يتضح أمرا جدير بكل الاهميه ، فخير لنا أن نموت هما بما نعلم ، ولانموت ونحن ابدا لانعلم . فنحن يا امي كما قيل ( أنا أفكر... أذن أنا موجود ) عبدالحميد دخيل الصيوان
__________________
عبدالحميد دخيل الصيوان |
أدوات الموضوع | |
طرق عرض الموضوع | |
|
|