#1
|
||||
|
||||
العمر الباقي
العمر الباقي
فجأه ... تشعر أنك تبحث عن نفسك بوقت متأخر جدا للبحث ...!!! وتشعر باليأس وكأنه جذور شجرة شوكيه عملاقه تحيط بك .. وتعطيك أنطباعا لسخف محاولتك في البحث بهذا الوقت ، بعد أن وجدت نفسك فجأة ودون سابق أنذار أنك وصلت لمفترق طريق . مرير جدا هذا الشعور بالضياع داخل الوطن وداخل البيت وداخل القلب بعد أن مر كل العمر وكان كهباء منثورا ... وبقى منه أرذل العمر لأستقيظ على فقدان كل معنى للعطاء بالحياة . لأنه لم يكن هناك مقابل لكل هذا الكم الهائل من العطاء ... تبا للمثاليات وعطائها ، وتبا للطيبة وبذخها ... وتبا لسعادة من أسعده العطاء ولم يسعدني هو بعطاء ولو بقليل ..ولم يذكر أو يشعر بأنه مدين لي بأشياء كثيرة لم تنكسر عينيه لكل هذا العطاء . نحتسب الأجر من الرحمن ، ولا ننتظر شيئا يذكر من الإنسان .. ولكن أن يصل بنا الحال واقفين عند هذا المفترق ... لا نعلم إلى أين نذهب ولمن نلجأ ... ونحن محملين حمولة تفوق قدرتنا من جميع أنواع الجراح .. نلهث بحثا عن ظل ظليل ... وعن وسادة ترتاح عليها رقابنا .. لن تنشل اليد عن العطاء ... لأننا صادقين في كل شيء ، في مشاعرنا ومع أنفسنا... ولكن نبحث عمن يقدر هذا العطاء ، ولا يكون مستغلا لطيبتنا ... عمن لا تخدعنا كلماته التي لاتكون من حقيقة مشاعره ، عمن يكون شفافا ، صادقا ، صافي القلب والنية ، يقدر اللمسات البسيطة ويقابلها بلمسات أكبر . البحث بهذا الوقت .. يولد شعورا بالاختناق ، يشعرني بعدم القدرة على التنفس ... فكلما ألتفت على كل أحداث الماضي ، وجدت نفسي غبيا لنسياني نفسي وتركيزي على من معي ، لأسعده ، وأفرح أن شعرت أنه سعد بتلك اللمسة ، وبذاك العطاء .. أحتسب الأجر . ولكن جاء وقت لأطلب فيه حقي كاملا غير منقوص ... ولا أريده ممن أنكر كل عطائي طوال زمن خسرت فيه عمري وشبابي وجهدي واهتمامي .. لا أريد منه شيئا ، لأنني لن أصدقه أبدا في أي شيء ولن ألتفت لطيبتي في سماع أعذاره ومبرراته ... لأنه فقد مصداقيته أمامي وخسر كل المواقع التي كانت ملكا له ... وبل وخسر كل دقيقه أو ثانيه أمنحها له . الهروب ليس منه ، وأنما أنا أفر أنا بعمري لعمري الباقي . لعل بالأيام أجد رسالة في زجاجة على أحد سواحل العالم الكبير . لن أحبس نفسي بالقفص ... سأكسر قضبان الحديد ، وأخرج للدنيا . الخبر 1-9-2012م
__________________
عبدالحميد دخيل الصيوان |
أدوات الموضوع | |
طرق عرض الموضوع | |
|
|