#1
|
||||
|
||||
عودة الصيف الأخير
عودة الصيف الأخير جاء الصيف ... وتغير كل شيء .. حتى نكهة الفجر ، عند شروق شمس يوم جديد .. تغير كل شيء ، حتى طعم سيجارة الصباح الأولى . جاء الصيف ... وعاد كل شيء صيفيا .. كما كان في العام الماضي ، حتى الألعاب الشعبية الصيفية .. عادت من جديد لأطفال الحي . الصيف ... ثوب بلادنا الفلكلوري المميز ... لنعيش من جديد ليالي الصيف ونعود للبحر كالطيور المهاجرة ... نعود للبحر بعد أن كان يشدنا عند الضباب .. وفي الجو الغائم الذي يشعرنا بقرب هطول المطر ، ليكون البحر أجمل وأحلى . نعود الآن .. لأن البحر صار رائعا ... يشدنا أليه ، برغبة صيفيه عطشى تتفجر بمسامات جلدنا كشهوة رائعة ملؤها الشوق والحنين لتلك النسمات الرطبة ولي في الصيف ذكريات ... ذكريات يؤلمني جمالها ... كلما تجسدت على شاشة مخيلتي .. تعيدني .. تعيدني لعطشي ، ولفرحي الطفولي .. الذي يمزق قلبي كلما ضجت رائحة البحر في عروقي كشعور غريزي تعرفه مسامات كل خليجي . جاء الصيف ياقلب ...! .. ولم تزل أنت كالربان المسن الذي يحب إن يجتر ذكرياته بكل الم وحسره ... ويبحث بيأس مرير عمن يشاركه (بوفاء ) ذكراه ليحدثه بما كان له في الصيف من سلطان . ليقول ويقول عن الصيف الأخير الذي كان له .. كالربان تنشغل شاشة مخيلتي بالذكريات ... فأعود إلى الغطس في أعماق الماضي بشعور غريزي متساو مع حنيني الأزلي للبحر ... لأعيش صيفي الأخير الذي كان بصيفي الحاضر . فأذكرك بأسلوبي الصيفي ... كاللؤلؤة التي فقدتها بإحدى الموجات ( القدرية) أذكرك ... كما يذكر الربان ماضيه في الصيف ... والذي يكاد يعرف كل نسمة فيه وكأنه عرفها وصادقها ... أنه الصيف ياقطتي . موسمك المليء بالنيران .. تأتين معه لتزيدي حرارة الجو لأعيش أنا صيفين بآن واحد.
__________________
عبدالحميد دخيل الصيوان |
أدوات الموضوع | |
طرق عرض الموضوع | |
|
|